الخميس، 10 أكتوبر 2013

الجزري .. رائد الهندسة الميكانيكية

Posted by jivarahero 1:07 م, under | No comments

بديع الزمان أبو العز الرزاز الملقب بـ الجزري (1206 م) من رواد الهندسة الميكانيكية العرب. اخترع العمود المرفقي Crankshaft ، وبعض أول الساعات الميكانيكية التي تعمل بالماء والأثقال. سجل أكثر من 60 اختراعاً في كتابه "الجمع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل".
ولد بديع الزمان في منطقة الجزيرة بأعلى بلاد الرافدين. وقد عمل، مثل أبيه، مهندساً لدى سلاطين الأتراك الارتقيين الذين كانوا يحكمون مدينة ديار بكر.

وصف الجزري نحو 50 آلة ميكانيكية في ست تصنيفات مختلفة مثل الساعات المائية (احدى ساعاته الشهيرة قام متحف العلوم في لندن عام 1976 بإعادة بنائها)، جهاز غسيل الأيدي، أجهزة رفع المياه، المضخات الثنائية بمواسير شفط، استخدام العمود المرفقي في آلة، معايرة فوهة، تغليف الخشب لمنع إلتوائه، الموازنة الاستاتيكية للعجلات، استخدام النماذج الورقية لتمثيل التصميمات الهندسية، صب المعادن في صناديق القوالب المغلقة باستخدام الرمل الأخضر، والكثير من الآلات غير هؤلاء. وله الفضل في أول اختراع مسجل لروبوت انساني مبرمج. 

أهمية الجزري في تطور العالم الحديث

إن التطرق لأهمية الجزري الذي عاش في بدايات القرن الثالث عشر الميلادي هو التطرق لإنجازات العرب الميكانيكية التي كانت تنفذ بأيدي الصناع المبدعين وتكمن أهمية الجزري بأنه كان :

يمثل التيار الرئيسي للمهارات الميكانيكية الدقيقة و التي إزدهرت في الأجيال اللاحقة في ورشات صانعي الساعات و صانعي الأجهزة العلمية ، تلك التكنولوجيا التي كانت وراء الثورتين العلمية و الصناعية . وضعه لساعات لاتزال قائمة ومضخات لاتزال تعمل إلى وقت قريب.

إن عمل الجزري هو حلقة في سلسة أعمال المهندسين العرب ومن سبقهم من حضارات ما بين النهرين والحضارات السورية القديمة ووادي النيل والفارسية والهندية.

إن إبداع الجزري أضاف إلى ما كان معروفا و اخترع الكثير من الآلات والوسائل الميكانيكية والهيدروليكية التي ظهر أثرها في التصميم الميكانيكي للمحرك البخاري و محرك الإحتراق الداخلي والتحكم الآلي و التي لا تزال أثارها ظاهرة إلى الآن .

ابداعه في تصميمات معدات رفع المياه

إن الجزري كان يجمع بين العلم والعمل و يمثل وصفه للآلات وصف مهندس مخترع مبدع عالم بالعلوم النظرية والعلمية ومن أهم تصميماته المضخة ذات الأسطوانتين المتقابلتين وهي تقابل حاليا المضخات الماصة و الكابسة ، وتصميماته لنواعير رفع الماء عن طريق الإستفادة من الطاقة المتوفرة في التيار الجاري في الأنهر . و إن تصميمه لمضخة الزنجير والدلاء ( كتاب الجامع بين العلم والعمل الجامع في صناعة الحيل ) هو نوع من ألات السقوط وهذه الألات تعطي مردود حركي بفضل سقوط الماء على المغارف وتحتاج عادة مثل هذه الألات إلى رفع منسوب الماء عن طريق سدود أو مصادر مائية أخرى .

وتكمن أهمية تصميمات الجزري بأن كافة الات رفع الماء المعقدة ذات الزنجير والدلاء الموضوعة من قبل الجزري كانت تدور بقوة دفع الحيوانات وليس بقوة الماء وهو الذي وضع أساس الإستفادة من الطاقة الكامنة للمياه بشكل عملي.

إن الإهتمام بتطور الأجهزة المائية كان له عدة اسباب

التطور الزراعي و الحاجة إلى مياه الري. التطور الإقتصادي و حاجة المشاريع الزراعية لمياه الري و خصوصا أن الجزري عاش في منطقة ديار بكر على ضفاف نهر دجلة وفترة حياة الجزري كانت فترة استقرار و رخاء عاشه المجتمع . تأمين مياه الشرب إلى المنازل في المناطق السكنية . الدعم من قبل ولاة البلاد .

الجميل الذي يجب حفظه اليوم للجزري

عند الإطلاع على مخطوطات الجزري و تفهم إبداعاته نرى ما قدمه للحضارة العالمية من تصميمات كان لها اثر كبير على تطور التكنلوجيا التي يتمتع بها عالمنا المعاصر كتصميمه مضخة كابسة استعمل فيها لأول مرة صمامات عدم الرجوع التي لا غنى عنها اليوم وتصميماته لآلات تستعمل القوة الكامنة في سقوط الماء.

0 التعليقات:

إرسال تعليق